ما هو موضوع الكتاب؟ تعلّم كيف تفسر أحلامك مع “سيغموند فرويد”.
هل سبق لك أن استيقظت وشعرت وكأنك قد خسرت شيئا مهما، شيئا يشبه نظرة جديدة إلى حياتك؟ قد يقول أصحاب النزعة التشكيكية لا، لكنهم لا يعرفون ما هي المعلومات المهمة التي تقدمها لنا أحلامنا عن أفكارنا الداخلية. سواء كانت أحلامك مخيفة أو عادية أو حتى مملة، إنها تخبرك بشيء ما، لكن السؤال المهم، ما هو ذلك الشيء؟
أنا، أي “سيغموند فرويد”، الملقب “أبو التحليل النفسي”، سأخبرك في هذا الكتاب ما تعنيه الأحلام التي تراها من وجهة نظري. حاولت ألنأي بنفسي عن التفاسير العامة والغامضة والتي طغى عليها سمة الطيرة، وبدلا من ذلك إخبارك كيف تكشف أعماق العقل اللاواعي لديك عن نفسها في أحلامك. في ملخص كتاب “تفسير الأحلام لفرويد” يخبرك موقع “رواد” كيف يحقق العقل اللاواعي لديك رغباته في الحلم.
لماذا يشبه الحلم صحفيا في البلدان التي تعاني من الكثير من القمع والرقابة؟ لماذا بعض الأحلام قاسم مشترك عند كثير من الناس؟
التفسيرات القديمة للأحلام غير مبينية على العلم والطريقة المثلى هي أن تربطها بذكريات حقيقية. إن من شأن الأحلام أن تبدو مربكة ويبدو من المستحيل فهمها. حاول الإنسان فيما مضى وحتى في الوقت الحاضر، فهم أحلامه وكشف أسرارها. في العصور القديمة، اعتقد الناس أن الأحلام هي توقعات ونبوءات إلهية. كان لدى الناس في العصور القديمة طريقتان في التفسير لفهم هذه النبوءات. الطريقة الأولى عبارة عن تفسير الحلم كما هو قبل ربطه بالمستقبل. عادة ما يقوم المعبروا الأحلام بذلك. أما في الطريقة الثانية فيقوم المعبر بتقسيم الحلم إلى أجزاء ومن ثم يقوم بترجمة وتفسير كل جزء على حدة.
رأى الإسكندر في المنام حلما حينما كان يخوض معركة للاستيلاء على ميناء صور في فينيقيا القديمة. رأى الإسكندر في هذا الحلم إله غابة اسمه ساتير وهو يرقص مرتديا درع الإسكندر. مفسر أحلام الإسكندر ساتير معادلا لـ ساتيروس، وهو ما يعني أن صور ستكون من نصيبك. يعني هذا التفسير أن الإسكندر سينتصر في الحرب وسيحتل صور.
مشكلة هذه الطريقة من تفسير الأحلام هي أنه ليس لها أي أساس علمي وهي ليست سوى مجرد تكهنات. الطريقة الأكثر تعقيدا ودقة في تفسير الأحلام هي ربط محتوى الرؤيا بالذكريات الحقيقية وتجارب الحياة. حلمت ذات مرة أن هناك ثلاثة أشخاص، صديق اسمه أوتو، وطبيب نفساني اسمه دكتور إم، وصديقة للعائلة تدعى إرما كنت قبلُ قد عالجتها. في هذا الحلم قال طبيبي إم أن إرما مريضة بسبب عدوى لأن أوتو كان قد حقنها بحقنة ملوثة. كان هذا الحلم مرتبطا بمكالمة هاتفية أجريتها مع أوتو في اليوم السابق. في تلك المحادثة، شعرت أن أوتو كان يلومني على مرض إرما، لكن في الحلم، كان مرض إرما خطأ ارتكبه أوتو وليس خطأي أنا. أراد عقلي اللاواعي أن لا يكون مسؤولا عن مرض إرما، لذلك أرسل لي بهذا الحلم رسالة مفادها أن مرض إرما لم يكن بسبب خطأي. جميع أحلامنا تظهر رغباتنا اللاواعية، لكن بشكل سري وغير مباشر في الغالب. الحلم الذي رويته لكم كان بمثابة تحقيق لرغبة عقي الباطن واللاواعي، لكن هل ينطبق هذا على كل الأحلام؟
في بعض الأحيان تكون العلاقة بين الرغبات والأحلام واضحة. دعني أضرب لك مثالا، في أحد الأيام كان من المفترض أن يذهب زميلي إلى المستشفى في الصباح الباكر لمراجعة طبيبه. وعندما أيقظه مالك منزله في الصباح كان يرى في المنام أنه مستلق على سرير المستشفى. زميلي كان لا يحب أن قطع نومه والاستيقاظ، ولذلك كان قد حلم أنه قد ذهب إلى المستشفى وهو راقد براحة تامة على سرير المستشفى. بالطبع، يجب أن تعلم أن معظم الأحلام ليست واضحة جدا وبعضها مؤلمة للغاية. اسمح لي أن أروي لك قصةَ مريضٍ لي كان قد رأى في المنام أن تشارلز، وهو أصغر ابن أخ له قد مات وراقد في النعش. كيف يمكن أن ترتبط هذه الرؤيا المخيفة برغبة في العقل الباطن اللاواعي؟ في هذه الحالة، كان المريض متيما في حب صديق للعائلة، وهو أستاذ نادرا ما كان يتردد عندهم. وكان هذا المريض قد رأى ذلك الأستاذ في جنازة أوتو الأخ الأكبر لتشارلز. ظن العقل الباطن للمريض أنه إذا مات تشارلز فإنه يمكنه رؤية البروفسور مرة أخرى، لذا فإن هذا الحلم مجرد استجابة عقل المريض الباطن اللاواعي لرؤية البروفسور مجددا. الأحلام عادة ما لا تكون واضحة وهي تخفي معانيها الحقيقية. في هذه الحالة، كان المريض يكبت حبه للأستاذ عن عقل باطن لا واعٍ، لأنه كان يعلم أنه لن يصل إليه ومساعيه عديمة الفائدة ولا جدوى منها. كان المريض يكبت رغبته في أن يكون مع الأستاذ وبالتالي كان يهرب حتى من نفسه.